إمارة بهدينان:

أقدم الإمارات العباسية المستقلة تأسيسًا، ويعود قيامها إلى عام  1367 في كردستان العراق على يد الملك بهاء الدين العباسي أحد أحفاد الخليفة المستعصم بالله العباسي. وكانت مدينة العمادية الواقعة في محافظة دهوك حاليًا عاصمتها وقد تمددت في أوجها لتشمل  مدينتي عقرة وزاخو وزيبار وعين سفني واجزاء من الموصل وأربيل. واستطاعت الحفاظ على استقلالها رغم كونها تقع على حدود إمبراطوريتين عظيمتين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الصفوية وخاضت هذه الإمارة عدة صراعات مع العثمانيين والصفويين، وعلى الرغم من ذلك فلم تكن نهايتها على يد إحدى هاتين الإمبراطورتين بل على يد إمارة كردية منافسة وقريبة ومنها هي إمارة سوران عام 1843م... وسرعان ما قضى العثمانيون على هذه الإمارة أيضًا وأتبعوها لولاية الموصل العثمانية ..

بعد سقوط امارة بهدينان  هرب آخر حكام هذه الإمارة إسماعيل الثاني بن محمد الطيار بن إسماعيل الأول إلى بغداد ونزل في ضيافة الشيخ عبدالرحمن السهروردي العباسي ومكث في بغداد إلى أن توفي عام 1872..فيما توزعت  الأسرة الحاكمة من احفاد المستعصم بالله في  حلب وانتقل قسم منهم إلى جيزان واليمن، وهو مشهورون إلى اليوم بكنية “آل عاصم”....

جون هيويت واول خطة زراعية

عام 1918 كلف السير جون بريسكوت هيويت  بادارة ملف الزراعة  بدرجة وزير ضمن حكومة الاحتلال البريطاني في بغداد، قام هيويت بجولة عبر دجلة  من بغداد نزولاً الى البصرة ثم صعوداً عبر الفرات الى الرمادي، ثم عاد لبغداد ثم توجه الى ديالى ثم سامراء فكركوك و الموصل..

حين عاد  الى بغداد وضع خطة زراعية وهي اول خطة زراعية مدروسة يتم وضعها في العراق..

من ضمن الامور التي توقفت عندها وانا اقرأ ملخص عمله الذي قدمه للحكومة البريطانية في لندن، انه وجد ان السير برسي كوكس المندوب السامي  قد وقع عقد مع شركة صان شاين الاسترالية لاستيراد حاصدات حنطة و شعير للعراق، و ذلك قبل فترة من استلامه لعمله، فقدم طلبا لالغاء هذا العقد او ايقافه لغرض اعادة التفاوض مع المقاول لتغيير نوع الحاصدات، و السبب ... انه حين قرأ المواصفات وجد ان تلك الحاصدات لا تعمل على قطع سيقان النبات ليتم الاستفادة منها في اطعام الحيوانات باماكن اخرى، بل تعمل على قطع السنابل فقط.. وقد فشلت كل الضغوط عليه لتمشية العقد..  واصر على تغيير العقد و نجح بعد ذلك في تغيير نوع الحاصدات..