حليب الخنازير

في أوائل خمسينات القرن الماضي   كان الاستاذ ناجي الاعرجي  مديرا لمدرسة الفيحاء الابتدائية للبنين  الواقعة على الشارع المحاذي لشط الحلة في محافظة بابل

كانت هذه المدرسة مشمولة  بالتغذية المدرسية و وكانت ادارة المدرسة تقدم لكل طالب قدحا من الحليبب  الساخن  مع نصف صمونة في  الفرصة الكبيرة  وقت الضحى  وكانت هذه الفعالية  تكسر رتابة الحصص الدراسية وتفرح التلاميذ  وقد كانت الامور تسير على هذا المنوال الى أن بقي معظم التلاميذ ذات يوم في الصفوف ولم يخرجوا الى مكان توزيع قدح الحليب والنصف صمونة مما اثار تعجب  المعلمين الذين سارعوا لاخبار المدير الاستاذ ناجي الاعرجي بالأمر فاستشاط المدير المعروف بكياسته وهدوئه وأناقته غضبا وطلب الى المعلمين إحضار جميع التلاميذ حيث قدور الحليب وما أن إستكمل العدد طلب من الفراش أن يحضر له كرسي من الإدارة حيث صعد عليه .. وخطب قائلا :

أبنائي الأعزاء أعرف أن أهاليكم أبلغوكم أن لا تشربوا هذا الحليب لأنه حليب خنازير ثم أشار الى الفراش فقام الأخير بملأ قدحا بالحليب من القدر وناوله الى المدير.

رفعه المدير وجال به بيده أمام أنظار التلاميذ ثم قال: أعرف أن بعض الذين لا يستحون ولا يخافون الله أخبروا أهاليكم أن هذا الحليب هو حليب خنازير، انا مديركم ناجي الأعرجي أشرب هذا الحليب أمامكم لأنه حليب أبقار وليس حليب خنازير. وهذا الحليب مفيد لكم ولذيذ ودافئ في هذا الجو البارد ثم أفرغ القدح في جوفه ومسح بمنديله شاربيه وقال متسائلاً: بعدين تعالوا أكول إلكم أولادي.... الخنازير ترى ما تنحلب!!!! .

إنتظم الطلبة  على الفور بعد هذه الخطبة في طابور الحليب الساخن وهم يشتمون ويلعنون  مصدر الاشاعة  ولا احد يعرف لحد اليوم من هو ؟؟؟  اهومعمم جاهل  او صاحب أبقار لئيم استغلوا بساطة الناس

 

بتصرف  من صفحة الصديق ياسين العاني