الخميس، 10 أغسطس 2017

الشلغم

في احد السنوات  منعت الحكومة المطاعم من تقديم اكلة الفلافل .. واصبح باعة  الفلافل يعاقبون وفق القانون ..لتتحول بعدها هذه الاكلة الى الاكلة الشعبية رقم واحد في العراق ..
 ولما شح السكر منعت الحكومة  تصنيع الحلويات  والدوندرمه والعصائر  ومنعت بيع مواد الديكور ومثيلاتها واصبحت من ضمن المواد الممنوع تداولها والتي يحال المخالف لها الى القضاء وقد سجن احد اقاربي لمدة 15 سنة مع مصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة وفق قرار 40  لانهم وجدوا  رولة ورق تغليف جدران في مكتبته كان يستخدمها لتجليد الكتب المدرسية لطلاب المدارس .. في تلك الفترة صنعت النساتل من اردئ انواع التمور  واستخدمت  حبوب التحلية والتي يحذر من استخدامها .. لتحلية العصائر والمشروبات الغازية ..
من اهم القرارات الغريبة كانت قرارا  يخص سيارات النقل العام "التاتا"  حيث الزم  اصحابها بتحوير عادم السيارة " الكزوز " ورفعه الى الاعلى  ويعاقب المخالف بالسجن .. وبالفعل حور المساكين سياراتهم لتملأ  ابخرة السيارات سماء بغداد .. ليصدر بعدها قرار باعادة عوادم هذه السيارات الى وضعها الاصلي .. وايضا يعاقب المخالف بالسجن ..
هذا هو حال هذا الشعب المسكين منذ زمان .. ساعة يمنعون عنه الفلافل ..  والحلويات .. ويسووله تسعيرة للفواكه والخضر .. ويلزم سره على نص طبقة بيض بالجمعيات بحجة الحصار ويطالبوه بترشيد استهلاك الكهرباء وعدم رمي الاوساخ بالشارع .. وتطارد اجهزة البلدية المواطن البسيط ابو الجمبر على رزقه
في عام 1952  شكلت وزارة جديدة برئاسة الفريق نور الدين محمود ووضعت بعض التشريعات الجديدة لاصلاح البلاد .. ومنها تسعير بعض السلع والمواد الاستهلاكية ذات العلاقة بحياة المواطن  ومنها الخضروات لغرض امتصاص النقمة وارضاء الجماهير الغاضبة بعد انتفاضة تشرين عام 1952 .. وقد اثارت هذه القرارات نوعا من السخرية في اوساط الشارع العراقي .. حيث ارسل احد المواطنين برقية تحمل اسمه الصريح الى رئيس الوزراء كتب فيها "" بتسعيركم الشلغم اثلجتم صدورنا ...سيروا على بركة الله "  ..فقامت قائمة الحكومة حيث القت القبض على المسكين و سيق الى المحاكم العسكرية انذاك وحكم عليه بالحبس لمدة ستة اشهر  بتهمة التشهير واهانة الحكومة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق