الأربعاء، 20 فبراير 2019

استوديو جقماقجي


في سنة 1948 بنى الحاج فتحي جقماقجي اول استديو خاص في العراق   في (منطقة عكد النصارى) وذلك تذليلا للمتاعب التي كان يتعرض لها المطربون العراقيون خاصة  عند ذهابهم لتسجيل الاسطوانات واكثرها كان في حلب ـ سوريا ثم تطورت الامر  عندما استأجر دارا في محلة البتاويين بالتعاون مع احد مهندسي الصوت العاملين في دار الاذاعة العراقية وهو السيد ناجي صالح وبصحبتهما الموسيقار المبدع جميل بشير وبدأت الشركة  بتسـجيل حفــلات المطربين الخاصة ، في وقت لم يكن أي ستوديو تسجيل في العراق، عدا ستوديو الإذاعة اللاسلكية ، وكانت الشركة  تستضيف المطرب والفرقة الموسيقية والكورس معا  ثم ترسل نسخة التسجيل الى معامل صناعة الأسطوانات الحجرية في اليونان ليتم استنساخها حسب العدد المطلوب لتعاد بعدها الى العراق فتتولى الشركة تسويقها.. من أبرز المطربين الذين سجلت أغانيهم على اسطوانات الشركة محمد القبانجي, داخل حسن ، ومسعود العمارتلي ، وحضيري أبو عزيز، وناظم الغزالي و زكية جورج وسليمة مراد وحلو جرادة ومنيرة الهوزوز وجليلة ام سامي وبدرية انور... وبقية المطربين والمطربات...
صورة نادرة لستوديو التسجيل الخاص  باسطوانات جقماقجي ..

منارة سوق الغزل

هذه المنارة او المأذنة هي الاثر الوحيد الباقي للقصر الحسني ...دار الخلافة العباسية في عصرها المتأخر حيث  هدم اغلبها جراء الاجتياح المغولي لبغداد.... كان هذا القصر قد بناه وزير المأمون الحسن بن سهل واقامت به فيما بعد ابنته بوران  زوجة الخليفة المأمون ..
بعد انتقال عاصمة الخلافة من سامراء الى بغداد ايام الخليفة المعتضد بالله طلب من بوران اخلاء القصر فوافقت و فرشت  القصر بأبهى الفرش واثثته بما يليق بالخليفة ، فأقام فيه  المعتضد وسائر الخلفاء من بعده حتى سقوط بغداد..
الى جانب هذا القصر قام الخليفة المكتفي ببناء جامع ملاصق لدار الخلافة عام 908 م سمي بجامع القصر ثم سمي جامع الخليفة وأخيراً جامع الخلفاء .. وقد هدمت الدار والجامع وحتى المأذنة اثناء الاجتياح المغولي ..ثم اعيد بناء المأذنة على أساساتها القديمة من قبل  ابن هولاكو ...اباقا خان عام 1279م..
هذه المأذنة العملاقة مهمة جدا كونها  تحدد الموقعي الحقيقي لدار الخلافة العباسي في عصوره المتأخرة  والتي حاليا اصبحت بيوت  قديمة ملاصقة للجامع ..
في زمن  عبد الكريم قاسم تم تكليف المعماري العراقي الشهير محمد مكية في اعادة بناء جامع الخلفاء مراعيا الطراز الاسلامي العباسي حتى لا يخرج الصرح بطريقة ناشزة عن المأذنة وقد نجح  الدكتور محمد مكية في ذلك ..

آن بلانت


آن بلنت من النساء اللا ئي تركن بصمة في حياة الشعوب ... تلك السيدة قضت شطرا كبيرا من حياتها تتنقل في صحراء العرب، بين مصر و الحجاز ونجد والعراق وسوريا.. ولها ولزوجها ويلفريد سكاون بلنت يرجع الفضل في استيلاد الحصان العربي الأصيل في أوروبا من خلال جمعهم لمجموعة نادرة من تلك الخيول بعد شرائها من شيوخ القبائل وزعماء الأقاليم، وأنشأوا أول اسطبل متخصص باستيلاد واكثار هذه السلالة من الخيل العربي ...
اتصفت السيدة بلنت  ايضا بتصميم أزيائها على الطراز العربي، ولم تكن تعلم أن تلك التصاميم ستبقى حية من عام 1875 و الى يومنا الحاضر حيث وضعت دور الأزياء الحديثة تصاميم مستنبطة من تصاميم السيدة بلنت...
لوحة تمثل السيدة آن بلانت  مع نموذج للسلالة العربية من الخيول

يا قالع الباب



ياقالع الباب

يا  قالع   الباب  التي  عن  هزها   عجـزت   أكف   أربعون   وأربع

أأقول    فيـك  سميدع   كلا   ولا   حاشـا  لمثلك   أن   يقال  سميدع

يا  من   له  في أرض قلبي منزل   نعم   المراد   الرحب  والمستربع



( ابن ابي الحديد المعتزلي )


الاثنين، 18 فبراير 2019

جامع الملا حاوي الحديثي


ان المساجد لله ..
منذ فترة  ليست بالقصيرة  احسست اختفاء احد المساجد التي  كنت اصلي  فيه  ايام كنت اعمل في سوق الاقمشة القريب منه  .. كان جامعا تراثيا قديما  اسمه جامع الحديثي  وقد شهد في التسعينات ايام الحصار  حادثة سرقة شهيرة عندما قام اثنان من  الصبية ( المكبسلين )  بسرقة ساعات جدارية من الجامع..  ومازلت اذكر يوم جئ بهم الى الجامع  لكشف الدلالة بعد القاء القبض  عليهم ..
كنت مصمما على زيارة الجامع  ولكن كنت كلما امر في شارع الرشيد اصل الى ساحة الرصافي  دون ان اجد الجامع  حتى بدأت اشك في ذاكرتي ..  قبل اسابيع سألت   مجموعة من الشباب هناك   فانكروا وجود جامع في المنطقة ..  بالامس قررت ان اضع حدا لشكوكي  وبعد وصولي يائسا  الى ساحة الرصافي  قررت العودة وزرت احد الاخوة و سألته  اين الجامع الذي كنا نصلي فيه . قال هو ورائك.. استدرت فلم ارى الا عمارة تجارية من عدة طوابق  مغلفة  الكوبوند الرصاصي  المطعم بالبرتقالي .. ولم يكن هنام ما يشير الى وجود جامع ..
يمعود لا تتشاقه ..
قال .. والله.. افتر و شيل راسك ..
 بالفعل  استدرت ورفعت  رأسي ووجدت نصف قبة تمثل الجامع  ولافته معلقة في اعلى البناية تشير الى اسم الجامع الذي اصبح يشغل مكانا في العلالي في هذه العمارة التجارية
كنت انوي زيارة الجامع والصلاة فيه  ولكن حالي حال الكثيرين من عمري ممن  منعتهم  آلام المفاصل  من الصعود الى الطوابق العليا  ليبقى هذا الجامع القديم عبارة عن نصف قبة مغلفه ب الكوبوند  ..
بالفعل من فكر بهذا  الشكل كان ذكيا ..فالبناية تدر الملايين شهريا ..  وهذه دعوة  لتعميم التجربة  على باقي جوامع ومساجد العراق  مع  التأكيد على توفير مصاعد كهربائية  حتى يستطيع من هم في مثل حالي من  اداء الصلاة  في العلالي  قريبا من رب العالمين ..
وشر البلية ما يضحك
صور لجامع الملا  حمادي الحديثي في شارع الرشيد ..

بناء القباب

اغلب قباب المراقد المقدسة  والجوامع والمساجد  تبنى وفق ما يسمى في مصطلح البناء الشعبي بال "گراب" .. و هو عباره عن قبتين الأولى  وهي الداخلية وتكون نصف كروية تعلوها وتعلوها القبة الخارجية و هي التي تعطي الشكل الخارجي للقبة بشكل عام .. تحتوي في اسفلها على انتفاخ يسمى "دز" .. ومابين القبتين فراغ يستغل أحيانا كمخزن حيث تحتوي القبه الخارجية على بوابه صغيره لا تثير الانتباه    ....
بعض القبب يبنى جسمها الاسطواني السفلي  على شكل جسم اسطواني  واشهر مثل لها هو قبة مرقد الامام الرضا علية السلام في مشهد  ويسمى هذا النوع من القباب  ب ال"طبل"
معظم المساجد و المراقد القديمة بنيت  قبابها بهذه الطريقة ..وقد توقف العمل بهذه الطريقة منذ زمن لرحيل الاسطوات القدماء و عدم وجود من ورث المصلحه منهم ...
لوحة نادرة بريشة الرحالة الرسام  يوجين فلاندان لقبة جامع الوزير في بغداد والتي انهار  جزء من قبتها اثناء الفيضان الذي شهدته بغداد نهاية القرن ماقبل الماضي   تبين تفاصيل القبة الداخلية والخارجية ...
هدمت هذه القبة لاحقا  ..واعيد بناءها وما تضرر من الجامع  بأموال التجار الذين غرقت بضائعهم في نهر دجلة والتي لم  يستطع احد التعرف على عائديتها  حيث أقترحوا بيع البضائع والسلع وبناء القبة واعمار الجامع  بثمنها...
شكرا للاخ علي الراوي على المعلومة ..

الاثنين، 4 فبراير 2019

شركة افلام بغداد .. وانتاجها

 تعتبر شركة افلام بغداد المحدودة من اول الشركات التي اهتمت بانتاج الافلام السينمائية في العراق .. اسستها عائلة سودائي اليهودية  والتي كانت تمتلك  مدينة روكسي للسينما عام1942وقامت بتشييد ستوديو كبيرلانتاج الافلام السنمائية  قريباً من معسكر الرشيد  باسم ستوديو بغداد للافلام . و كان باكورة انتاجها عام 1948 هو فلم  عليا وعصام  والذي كتب قصته و السيناريو  وكلمات اغانيه الشاعر الكبير انور شاؤول وهو مأخوذ عن قصة روميو وجوليت ولكن بلغة بدوية محلية .. اخرج هذا الفلم المخرج الفرنسي  اندريا شوتان و قام بادوار البطولة فيه  ابراهيم جلال وسليمة مراد  وعزيمة توفيق ومجموعة من الفنانين .. وتم عرض الفلم عام 1949على صالة سينما روكسي  في شارع الرشيد والتي كانت هي وصالة سينما غازي في الباب الشرقي من أرقى صالات العرض في الشرق الاوسط  حينها ...بلغت تكلفة انتاج الفلم 25 ألف دينار وهو مبلغ كبير في تلك الفتره  ويعتبر الفلم من المحطات المهمة في تأريخ السينما العراقية وقد حقق نجاحا مهما حفز باقي المنتجين على إنتاج أفلام مشابهة مثل (فتنة وحسن) و (عفرة وبدر) وغيرها..في عام 1952 قامت الشركة بانتاج فلمين تركيين  هما  طاهر وزهرة..... و ارز وقنبر  تم انتاجها مقابل حصول الشركة على حقوق عرضهما في العراق والفلمين من اخراج المخرج التركي عمر لطفي العقاد و من بطولة الممثلة سيزين والممثل كنعان آلتور بمشاركة فنانين عراقيين بينهم المخرج (عبد الهادي مبارك) الذي عمل مساعد مخرج في الفيلمين ومجموعة من الممثلين امثال: يعقوب اسماعيل، نظيمة ابراهيم، ياس علي الناصر، حميد مجيد، فالح الزيدي، عبدالله سلمان ..وقد صورت مشاهد الفلم الداخلية والخارجية بالكامل في العراق وعرض الفيلم في تركيا يوم  9/ 10 / 1952 .. وببغداد عرض في سينما الرشيد  في 23 /2/ 1955 بعد ان تم  تم دبلجة الفلم باللهجة العراقية ... وتبرز  قيمة هذه الافلام  الحقيقية في كونهما أول تعاون سينمائي بين تركيا والعراق..
بعد هجرة غالبية يهود العراق قام اصحاب شركة بغداد  بتصفيتها وغادروا العراق ..
صورة نادرة  تعود إلى عام 1952 تظهر واجهة استوديو بغداد ، ويظهر ومجموعة من الفنانين الأتراك  اضافة الى ملصقات الفلمين ..