هذه المنارة او المأذنة هي الاثر الوحيد الباقي للقصر الحسني ...دار
الخلافة العباسية في عصرها المتأخر حيث هدم اغلبها جراء الاجتياح المغولي لبغداد.... كان
هذا القصر قد بناه وزير المأمون الحسن بن سهل واقامت به فيما بعد ابنته بوران زوجة الخليفة المأمون ..
بعد انتقال عاصمة الخلافة من سامراء الى بغداد ايام الخليفة المعتضد بالله
طلب من بوران اخلاء القصر فوافقت و فرشت القصر بأبهى الفرش واثثته بما يليق بالخليفة ،
فأقام فيه المعتضد وسائر الخلفاء من بعده
حتى سقوط بغداد..
الى جانب هذا القصر قام الخليفة المكتفي ببناء جامع ملاصق لدار الخلافة عام
908 م سمي بجامع القصر ثم سمي جامع الخليفة وأخيراً جامع الخلفاء .. وقد هدمت
الدار والجامع وحتى المأذنة اثناء الاجتياح المغولي ..ثم اعيد بناء المأذنة على
أساساتها القديمة من قبل ابن هولاكو ...اباقا
خان عام 1279م..
هذه المأذنة العملاقة مهمة جدا كونها تحدد الموقعي الحقيقي لدار الخلافة العباسي في
عصوره المتأخرة والتي حاليا اصبحت بيوت قديمة ملاصقة للجامع ..
في زمن عبد الكريم قاسم تم تكليف
المعماري العراقي الشهير محمد مكية في اعادة بناء جامع الخلفاء مراعيا الطراز
الاسلامي العباسي حتى لا يخرج الصرح بطريقة ناشزة عن المأذنة وقد نجح الدكتور محمد مكية في ذلك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق