الأحد، 11 مارس 2018

الخفجي ..بداية ام نهاية

يقول احد القادة.. ان الإنتحار العسكري.. أن تخرج من حرب ل 8 سنوات ال مع إيران تفقد فيها خيرة شباب بلادك .. ثم تدخل حربا مع 30 دولة.. تقودها أمريكا تخسر فيها قواتك العسكرية ..ثم تقول (يا محلا النصر بعون الله)...
الخفجي ..معركة من معارك حرب الخليج الثانية حدثت بين 29-31 كانون الثاني  1991 ..يتذكرها جيدا من عاشوا احداثها  وعاصروها .. لم يكن بايدي كبار القادة العسكريين حينها الاعتراض على الاوامر الصادرة من القيادة السياسية  بالتقدم نحو الخفجي والذي كان خطأ فادحا بكل المعايير العسكرية  حيث أخرجت القوات العراقية من مواقعها المحصنة بدون اي غطاء جوي الى أرض مكشوفه تعتبر منطقة قتل.. اضافة الى فقدان  الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية واستحالة ادامة زخم المعركة و ضعف الإسناد اللوجستي..
كانت الخطة تقتضي تقدم الفرقتين المدرعتين الخامسة والسادسة من الجيش العراقي  الى مدينة الخفجي السعودية الواقعة على الحدود السعودية الكويتية وسط ستار من الدخان الاسود وهي ترفع العلم الابيض وفوهات مدافعها بالاتجاه المعاكس وكأن القطعات  تريد الاستلام.. وحال وصولها للهدف ادارت الدبابات مدافعها  وسيطرت على المدينة وحاصرت  قوات التحالف الموجوده في المدينة ..
حاولت  قوات التحالف  استعادة مدينة الخفجي بمساندة جوية و مدفعية من القوات الامريكية وتم فك الحصار عن جنودهم  المحاصرين .. وتم تطويق  عدد من قطعات الجيش العراقي خاصة  الفوج الثاني لواء 15 مشاة آلي فق 5محمد القاسم ووقع الجنود العراقيين في مصيدة حيث تم اسر اغلبهم  وقد انسحب من استطاع الانسحاب .. وقد قاتلت  القطعات المحاصرة من ضباط وجنود الجيش العراقي ببسالة بعد ان ادركت حجم الفخ الذي وضعتهم فيه القيادة ..
عمليا اصبحت قوات محمد القاسم  والفرقة السادسة خارج الحسابات الفعلية للمعركة بعد قتال شرس حيث كان القتال في هذه المعركة وجهاً لوجه و في نطاق ضيق و مكشوف..وهنا لابد من الاشادة ببطولة وبسالة الجيش العراقي الذي ابتلاه الله بقيادة جاهلة  لاتفقه من فنون الحرب شيئا حتى وصل الامر بالتضحية بخيرة الفرق العراقية من اجل زوبعة اعلامية ومحاولة اثبات الوجود في مغامرة طائشة   .. ووصل الامر بعدها الى كارثة  الانسحاب  من  الكويت تحت وابل الصواريخ والطائرات والمدفعية ..هذا الانسحاب الذي دمر الجيش العراق  وآلياته تدميرا ووصل الامر الى  الانسحاب مشيا على الاقدام من الكويت إلى البصرة  ومنه الى باقي المحافظات خاصة  بعد ان اصبح طريق كويت صفوان طريقا للموت فقدنا فيه خيرة شباب هذا البلد ومنهم شقيقي الشهيد المحامي رافد
بالمقابل يجب ان ﻻننسى الغيرة العالية و الموقف المشرف  لاهالي البصرة الطيبين الذين فتحوا ابواب بيوتهم وقدموا الاكل والشرب للجيش المنسحب ..
رغم ان  معركة الخفجي كانت صفعة  وجهت للتحالف الدولي  الا انها والاحداث التي تلتها اثبتت ان  الجيش العراقي رغم بسالته  وقتاله الاسطوري لم يكن يستحق هذه القيادة التي اوصلته الى الهاوية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق