بديعة .. وملهى ساسون

صورة نادرة يقال انها  للراقصة الشهيرة بديعة عطش ...

في عام 1908  افتتح في الحلة اول الملاهي واسمه ملهى ساسون .. لاصحابه ساسون سوسه  ورزوق سركيس و كان يقع في شارع المكتبات .. يومها كانت  الملاهي  تستخدم  الرجال للرقص وخاصة المخنثين  حيث يلبسونهم ملابس الرقص  النسائية

عام 1911 استقدم اصحاب الملهى راقصة من سوريا اسمها بديعة عطش .. وكانت بديعة تتمتع  بجمال خارق واثار وصولها  وعملها في الملهى ضجة كبيرة  حيث  تضاعف زبائن الملهى بشكل غير مسبوق من سكان الحلة ومدن الفرات الاوسط وبكل شرائحهم.... وقد خلدها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في قصيدته التي مطلعها:

هزي بنصفك واتركي نصفا

 لاتحذري لقوامك القصفا

ابديعة ولأنت مقبلة

تستجمعين اللطف والظرفا

وصلت شهرة بديعة الى بغداد حيث الاضواء فانتقلت للعمل في ملاهيها.. وبدأت المشاكل تتراكم على ملهى ساسون حيث   قدم  ممثلي الحلة في المجلس النيابي بدورته السادسه وهم  سلمان البراك ، وعبود الهيمص ، وجعفر الصميدعي ،وعلوان العبود ، وداود السعدي ،وعلوان الحاج عبيد طلبا نيابة عن اهالي الحلة  بغلق الملهى .. وبالفعل  تم اغلاق الملهى  عام 1935 ايام وزارة ياسين الهاشمي .. وتم تهديم المبنى  العائدة ارضه الى الاوقاف  وبنيت محله عمارة شهيرة تسمى عمارة الاوقاف .. وكما فهمت تشغلها حاليا احد الدوائر التابعة للاوقاف

طريق الامام الاعظم والبوابة الشمالية

صورة نادرة جدا ..
 نحن الان في  المنطقة القريبة من جامع عادلة خاتون  وهذا الشارع هو شارع الامام الاعظم الرابط بين الباب المعظم  ومنطقة الاعظمية الحالية ... امامن تظهر بوضوح البوابة الشمالية لبغداد  او الباب المعظم قبل ان يهدم ... وتظهر على جانبي الطريق  حدائق النجيبية  او حدائق الباب المعظم  والتي أقيم على ارضها المعرض  الصناعي والتجاري  الأول .. كما  شهدت  الحفل الذي احياه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب  في نفس الفترة ..  
كانت من اجمل حدائق بغداد حيث كان فيها قصر كبير لسكن الوالي نجيب باشا  والذي تحول الى مستشفى المجيدية ايام الوالي نامق باشا .. تشغل بناية وزارة الصحة الحالية ومؤسسة مدينة الطب والكليات الطبية  اضافة الى مقبرة الاتراك وبعض المعالم الاخرى  الجهة اليمنى من الصورة حاليا  بعد ان كان يشغلها السجن المركزي ... والى يسار الصورة تشغلها حاليا بعض مؤسسات  التعليم التقني  بعد ان كانت تشغلها المكتبة الوطنية  ووزارة الخارجية  ومستشفى جمعية حماية الاطفال ..

تركيا والموصل

بعد خسارة الدولة العثمانية في الحرب، وقع العثمانيون معاهدة مودروس مع الحلفاء يوم 18 تشرين الأول 1918 م.. و التي نصت على استسلام الجيش العثماني  وانسحابه من دول المشرق والحجاز لكنها لم تحدد الحدود الجنوبية للدولة العثمانية .. خاصة وان الجيش البريطاني لم يكن قد دخل الموصل  وقت توقيع المعاهدة .. انما دخلها بعد فترة  وبالضبط يوم   15 تشرين الثاني 1918 م... لذا طالبت حكومة الأستانة بالموصل  واعتبرتها جزء من أراضيها.. وبعد حرب الاستقلال التركية، إعتبرت تركيا الجديدة الموصل واحدة من القضايا الحاسمة المحددة في الميثاق الوطني...مما اثار وهيج الرأي العام  وخرجت تظاهرات كبيرة في تركيا  تطالب بالموصل كجزء من تركيا  ونشبت ازمة دبلوماسية بين المملكة العراقية وجمهورية تركيا حول مصير الموصل .. وتمكنت بريطانيا الحليف الرسمي للحكومة العراقية  وبحكم قوانين الانتداب التي تمكنهم من تمثيل العراق دوليا .. من طرح القضية في الساحة الدولية، وتوسيع نطاقها وحولتها من ازمة دبلوماسية الى  مشكلة حدود دولية بين تركيا والعراق. واثمر ذلك عن تعيين لجنة تحقيق دولية من قبل مجلس عصبة الأمم  والتي زارت المدينة  والتقت بالاهالي وبحثت في الوثائق و الامور ذات العلاقة  واصدرت توصياتها بعائدية لواء الموصل إلى العراق، فأُضطرت  تركيا الى  قبول القرار على مضض من خلال التوقيع على معاهدة الحدود مع الحكومة العراقية في عام 1926. وبالمقابل وكنوع من تطييب الخواطر  قام العراق بمنح إتاوة 10% من الودائع النفطية في الموصل إلى تركيا ولمدة 25 عاماً.

صورة نادرة للتظاهرات التي اجتاحت تركيا  عام 1922 للمطالبة بالموصل ...

معركة كارانسيبيس ..أغبى معارك التاريخ

من اطرف المعارك على مدى التاريخ .. وقعت هذه المعركة خلال الحروب العثمانية النمساوية التي استمرت للفترة من  1788–1791

قامت مجموعة استطلاع تابعة للجيش النمساوي ليلة 21-22 ايلول 1788بالتقدم لإستطلاع مواقع الجيش العثماني في مدينة كارانسيبيش التابعة ل رومانيا حاليا ..وفي طريقهم وجدوا تجمع للغجر حيث يباع الخمر فجلسوا للاستراحة وشربوا وسكروا حتي الثمالة.. بعد قليل جاءت مجموعة من المشاة النمساويين الى قرية الغجر  لنفس الغرض  ولكن مجموعة الاستطلاع رفضت دخول المشاة  واتخذت موضعا دفاعيا  وحدثت مشادات بين الفصيلين تطور الامر الى قيام احدهم باطلاق طلقة .. فصاح احد المشاة انهم يتعرضون الى هجوم عثماني ..ظن السكارى من فرقة الاستطلاع ان الاتراك جاؤوهم من الخلف  فهربوا الى  المواقع المتقدمة من الجيش النمساوي وبحالة هلع شديد .. فظنت هذه الكتائب بدورهم ان الهجوم العثماني قد بدأ  فانسحبت كتائب المقدمة الى المعسكر الرئيسي بهلع كبير .. فظن المعسكر أن هؤلاء هم الأتراك يريدون اقتحام المعسكر ففتحوا النار وبدأ القتال وبدأ الكل في قتل من بجواره وعمت الفوضي وقتل النمساوين بعضهم  و هزم الجيش النمساوي نفسه. وقتل في هذه المعركة  حوالي عشرة الاف من الجنود النمساويين .. وعند وصول الجيش العثماني بقيادة السلطان عبد الحميد الأول والصدر الأعظم خوجة يوسف پاشا الى مكان المعركة  وجدوا جثث ال 10 الاف نمساوي  واسروا خمسين الف نمساوي وفق المصادر دون ان يطلق العثمانيون اطلاقة واحدة  فيما فر من استطاع الفرار من المكان  ليسجل التاريخ  اسوأ حادثة لاطلاق نيران صديقة ..

المتنزه مطلوب عشائريا

اتفق كفار قريش على قتل الرسول الاعظم ( ص) وتوزيع دمه بين القبائل .. و أخذوا من كل قبيلة رجلاً .. وذهبوا ليقتلوا النبي ، ظلوا واقفين على باب بيته طول الليل بإنتظار ان يخرج لصلاة الفجر رغم إنهم كانوا قادرين ان يقتحموا البيت من أول لحظة ويهدموه على رأس كل من فيه ...

اقترح  احدهم فكرة اقتحام الدار فرد عليه أبو جهل بكل عنف: ( وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان و هتكنا ستر بنات محمد؟؟؟)..

كفار قريش كان عندهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة ، كانوا يعرفون ان البيت فيه نساء ، لايجوز اقتحامه وكشف سترهم ، وانتهاك خصوصيتهم .بل وحتى ارهابهم

لم يقتحموا على النبي بيته .. ليس لانهم لا يستطيعون  انما لأنهم كانوا يعرفون بان المجتمع  العربي واخلاقه ترفض ارهاب النساء ....

لا اعرف لماذا تذكرت هذه الحادثة عندما نشر احد الاخوة من حملة الشهادات العليا  فلما   لافراد من  عشيرته قامت بالرمي الكثيف على  دار لم يبقى فيها الا النساء والاطفال ... بحجة الدكه العشائرية... مع تعليق يشير الى افتخاره بهذا العمل الذي قامت به العشيرة  .. 

عندما نتصفح التاريخ القريب نجد ان مثل هذه الحوادث حدثت في الماضي  بشكل ضيق جدا رغم ان اغلب شيوخ العشائر الكريمة كانوا لا يحملون تحصيلا دراسيا لكنهم كانوا جزءا مهما من منظومة بناء الدولة  وبرز منهم نواب واعيان كان لهم الاثر الكبير في الحفاظ على كيان المجتمع  وهيبة المنظومة العشائرية .. السؤال المحير مالذي حصل ؟؟ كيف يصبح من يحمل شهادة عليا .. ورتبة كبيرة في الجيش او الشرطة .. ومنصب وظيفي محترم جزء من هذا الواقع الحالي  المزري ..سألت صديقي .. لماذا لا ينقل المتحضرون من ابناء العشائر الكريمة  فكر التمدن والحضارة وماتعلتموه الى عشائرهم ؟؟ لماذا لاتلغى بعض المظاهر السلبية التي بدأت تنخر المجتمع .. كانت اجابته  كلمة واحدة .. هي سنة عشائرية نشأنا عليها  ونموت من اجلها ..

كري سعده

كري سعدة او جري سعدة ( بتشديد الجيم ) خندق مائي يعتبر الحد الفاصل بين النجف والكوفة.. وقد تحدثنا في مناسبة سابقة عن قصة الانبارية  سعدة الاحمد والامير البصري ..

 تشير المصادر التاريخية إلى أنه هذا المجرى المائي  حفر في الايام الخوالي لإيصال الماء إلى مدينة النجف المرتفعة ، وشيدت على هذا الخندق قنطرة حجرية ارتبطت بهذا الخندق وهي مبنية من الآجر لازالت آثارها باقية حتى يومنا هذا في منطقة الزركة ضمن منطقة خضراء يكثر فيها النخيل، نصب عليها أربعة منارات صغيرة مبنية بآجر أيضاً يطلق عيله ام  قرون..

في عشرينيات القرن الماضي دعا احد وجهاء النجف الشيخ محسن شلاش الملك فيصل الاول إلى إعادة تأهيل (كري سعدة) القريب من النجف .. وقد تحمس الملك  فيصل الأول للفكرة كونها تساهم في انهاء مشكلة شحة المياه في النجف الاشرف  وتبرع رئيس غرقة تجارة عربستان الحاج طاهر الاميري بتمويل المشروع .. ولكن وفاة الممول للمشروع كانت السبب الرئيس في توقف المشروع

صورة نادرة  التقطت في الساعة 11:30 صباح يوم  الخامس من نيسان 1924 ويبدو فيها جلالة الملك فيصل الاول  وهو يمسك مسحاة والى يساره السيد محمد علي بحر العلوم والسيد مهدي السيد سلمان والى يمينه الحاج طاهر الاميري رئيس غرفة تجارة عربستان والممول الرئيس وبيده المسحاة ثم وزير المالية الحاج عبد المحسن شلاش والشيخ غني ال حسن

افتتاح جسر الخر

 صورة نادرة لافتتاح جسر الخر الحديدي  .. والصورة من مجلة ثروت فنون في عددها 475 في 18 نيسان 1899..

يعود تاريخ نهر الوشاش او الخر  إلى العهد العباسي وكما في احد الصور المرفقة  التي تعود بدايات القرن الماضي  وما قبلها  فانه كان بعرض حوالي 20 متر او اكثر و كانت تتفرع منه وتصب فيه قنوات وانهر صغيرة منها قناة الداودي والتي كانت تلتقي به قريبا من جسر الخر  كما كان يتفرع منه نهر المسعودي  والذي كان يمر قريبا من جامع براثا ثم من خلف جامع الشيخ معروف الكرخي  ويصل الى قنطرة مقابل محطة تعبئة الوقود الحالية  في العلاوي باتجاه جامع بنيه الحالي  ويستمر في جريانه في الشاكرية  ليصب في دجلة مرة اخرى  ..

يمتد نهر الخر بين الكاظمية واجكوك نزولا  الى الدولعي ومزارع حي العدل الحالية .. فالبيجية والمنصور ليمر من قصر الرحاب الملكي " المخابرات لاحقا ..فمزارع الحارثية خلف ثانوية الكندي السابقة.. ثم يمر قريبا من قصر الزهور  قبل ان يصب في نهر دجلة ..

في  نهايات القرن التاسع عشر تم انشاء جسر الخر الحديدي من قبل رئيس لجنة الاراضي السنية المشير رجب باشا ..والاراضي السنية تعني الاراضي التي اختارها السلطان عبد الحميد الثاني لبلاطه ولها ادارة وتمويل خاص.. وافتتح الجسر عام 1897 من قبل الوالي عطا باشا  والمشير رجب باشا واطلق على الجسر اسم الجسر الحميدي  ثم جسر المسعودي قبل ان يستقراسمه على جسر الخر ..

في خمسينات القرن الماضي وبعد توسع العاصمة وازدياد حركة النقل بين المحافظات وعدم قدرة الجسر على استيعاب اعداد واوزان السيارات  فقد تم  تفكيك جسر الخر الحديدي  واستبداله بجسر حديث نفذته شركة فيليب هولزمان الالمانية  وتم افتتاحه عام 1958 .. ونقل الجسر الحديدي القديم الى الديوانية  ونصب هناك لفترة قبل ان يتم نقله  الى قضاء الخضر بالسماوة  وحسب معلوماتي فانه مازال شامخا لحد الان ..

بمرور الزمن بدأعرض حوض النهر بالتقلص حتى وصل الى اقل من 5 امتار في السبعينات  .. وجرت عدة محاولات لتنظيف النهر.. ولكن بدون جدوى حيث أصبح مجمعاً للفضلات والمياه الآسنة. الى ان  تم طمرحوض النهر نهائياً عام 2002 بعد المباشرة ببناء القصر الرئاسي والذي يمر من خلاله والاستعاضه عنه بمد انبوب بقطر ٢ متر